في تاريخها الممتد إلى 48 عاماً
عشر لحظات رائعة في تاريخ بطولة الأمم الأوروبية
في تاريخها الممتد إلى 48 عاما، مرت بطولة الامم الاوروبية لكرة القدم بكثير من لحظات الانفعال والثورة والمفاجأة أو حتى اللحظات القابلة للنسيان. ولكن لا شك في أن البطولة الاوروبية مرت أيضا بكثير من اللحظات الخالدة التي لا يمكن محوها من ذاكرتها.
هدف مارسيلينو
يعتبر الهدف الثاني في مرمى الاتحاد السوفييتي في نهائي بطولة الأمم الاوروبية للعام ,1964 هو أنجح صورة مطبوعة في ذاكرة تاريخ الكرة الاسبانية. وأقيمت المباراة في العاصمة الاسبانية مدريد أمام 125 الف متفرج من بينهم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، أحد المناهضين المعروفين للشيوعية. وكان على الوزير الاسباني خوسيه سوليس رويز أن يقنع فرانكو بحتمية خوض أسبانيا للمباراة. واستشار فرانكو طبيبه الخاص فيسينتي جيل الذي أكد له أن أسبانيا ستفوز.
إيطاليا 1968 بطولة غريبة
أحرزت إيطاليا لقبها الوحيد في بطولة الامم الاوروبية بمزيج من الحظ والشك. فقد تأهلت إيطاليا لنهائي البطولة في ذلك العام بالتغلب على الاتحاد السوفييتي في الدور قبل النهائي بعدما انتهت 120 دقيقة من اللعب بينها بالتعادل السلبي وتحددت نتيجة المباراة بقذف قطعة نقدية.
وفي النهائي، تعادلت إيطاليا 1/1 مع يوغوسلافيا بعد قرارات مثيرة للجدل من حكم المباراة السويسري جوتفريد دينست، الحكم الذي أدار أيضا نهائي كأس العالم للعام 1966 عندما سجل جيف هيرست هدفه الوهمي لانجلترا. وبعد إعادة مباراة النهائي، فازت إيطاليا 2/ صفر على يوغوسلافيا لتحرز لقب البطولة الاوروبية. ولكن المدير العام لنادي إنتر ميلان الايطالي إيتالو ألودي اتهم بتقديم رشوة لدينست، حيث قال لاعب المنتخب الايطالي السابق والمدرب فولفيو برنارديني بعدها بسنوات ''كل ما كان يفعله ألودي في حياته هو إهداء ساعات ذهبية للحكام''.
ألمانيا الغربية تفرض سيطرتها على استاد ويمبلي
فرانز بيكنباور وجوينتر نيتزر وجيرد مولر وأولي هونيس وبول بريتنر .. خمسة رموز تاريخية في كرة القدم الالمانية تخرجوا بجدارة من مدرسة النجومية بإهانة إنجلترا بالتغلب عليها 3/1 في لندن في دور الثمانية من بطولة الامم الاوروبية للعام .1972 وكان هذا الانجاز هائلا بالنسبة للفريق الذي يعده الكثيرون أفضل منتخب وطني في تاريخ كرة القدم الألمانية، حيث فاز المنتخب نفسه لاحقا على بلجيكا والاتحاد السوفيتي في طريقه لاحراز لقب البطولة.
ضربة جزاء بانينكا
فعلها زين الدين زيدان في نهائي بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا أمام إيطاليا، ولكن حق الملكية الفكرية للتنفيذ المميز لضربة الجزاء بوضع الكرة بنعومة في وسط المرمى ينتمي إلى أنطونين بانينكا. فقد سدد لاعب خط الوسك التشيكوسلوفاكي ضربة جزاء بهذه الطريقة في نهائي بطولة الامم الاوروبية لعام 1976 أمام ألمانيا الغربية الذي حسم بضربات الجزاء الترجيحية، وكان بانبنكا هو صاحب ضربة الجزاء الحاسمة للقب. وقال بانينكا لاحقا ''سددتها بهذه الطريقة لان هذا ما أردته، فقد ظللت أتدرب على تسديد ضربات الجزاء بهذه الطريقة طيلة عامين''.
بلاتيني ومربعه السحري
كانت بطولة الأمم الأوروبية للعام 1984 بفرنسا تأكيدا على أن ميشيل بلاتيني نجما عالميا وأن المنتخب الفرنسي ''الازرق'' فريق انتصارات يتميز بالاداء الرائع. وسجل بلاتيني تسعة أهداف لفرنسا بهذه البطولة وكان أهم لاعبي ''المربع السحري'' الذي ضم معه ألان جريس وجان تيجانا ولويس فيرنانديز. ولا يمكن أن تمر ذكرى نهائي تلك البطولة دون التطرق إلى حارس مرمى المنتخب الاسباني لويس أركونادا، الذي تعثر ليترك الكرة تمر من تحته إلى داخل مرمى بلاده، بعدما بدا وكأنه قد أحكم قبضته على الكرة التي سددها بلاتيني من ضربة حرة مباشرة.
هدف فان باستن أمام الاتحاد السوفييتي
لعب المهاجم الهولندي كرة عالية مذهلة من زاوية بدا وأن التسجيل منها مستحيلا، ولكن الكرة ذهبت نحو الزاوية البعيدة من مرمى الحارس السوفييتي داساييف في نهائي بطولة الامم الاوروبية للعام 1988 لتحرز هولندا لقبها الدولي الوحيد حتى الان. كان هدفا خالدا مثل الاداء الذي قدمه المنتخب الهولندي عموما في تلك البطولة، والذي ضم نجوما آخرين مثل رود خوليت ورونالد كومان، بينما لعبت تلك المعزوفة الموسيقية تحت قيادة المدرب رينوس ميشيلز.
مفاجأة اسمها الدنمارك
كان مايكل لاودروب وبيتر شمايكل وبقية زملائهما بالمنتخب الدنماركي يستعدون لقضاء عطلاتهم الصيفية قبل ثمانية أيام من انطلاق بطولة الامم الاوروبية للعام 1992 في السويد، ولكن الامم المتحدة والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أصدرا قرارا بحرمان يوغوسلافيا من المشاركة في نهائيات البطولة بسبب حرب البلقان، مما وضع الدنمارك بدلا منها على خارطة البطولة. وفازت الدنمارك في تلك البطولة على فرنسا وإنجلترا وهولندا وألمانيا. لقد شاركت الدنمارك بتلك البطولة بهدف الاستمتاع باللعب وخرجت منها بطلة لاوروبا.
أهداف بيرهوف وتريزيجيه الذهبية
نجح الحل الكلاسيكي لحسم المباريات ''من يسجل أولا يفوز'' في شق طريقه نحو نهائي بطولة الامم الاوروبية مرتين. وكان المهاجم الالماني أوليفر بيرهوف هو أول من استفاد من هذه اللائحة في بطولة إنجلترا للعام 1996 عندما منح ألمانيا لقبها الاوروبي الثالث في تاريخها على حساب جمهورية التشيك. وسار المهاجم الفرنسي ديفيد تريزيجيه على خطاه في البطولة الأوروبية التالية العام 2000 لتفوز بلاده على إيطاليا وتحرز فرنسا لقبها القاري الثاني.
هولندا وإيطاليا في 2000
كانت لعنة الدولة المضيفة، حيث فازت ثلاث دول مضيفة فقط من أصل 12 دولة بلقب البطولة الاوروبية، واضحة في قبل نهائي بطولة يورو 2000 والذي جمع بين هولندا وإيطاليا في أمستردام. فقد طرد جانلوكا زامبروتا من صفوف المنتخب الايطالي بعد مرور 34 دقيقة فقط على بداية المباراة، ومع ذلك أضاع فرانك ديبوير وباتريك كلويفيرت ضربتي جزاء لهولندا في الوقت الاصلي للمباراة. وانتهى الوقت الاصلي بتعادل الفريقين بدون أهداف، وكان حارس مرمى إيطاليا فرانشيسكو تولدو هو نجم المباراة، ومع نجاح الايطاليين في حماية مرماهم، وصلت المباراة إلى ضربات الجزاء الترجيحية، حيث أهدر منتخب هولندا ''البرتقالي'' ثلاث ضربات جزاء أخرى.
بطولة اليونان: قدم المنتخب اليوناني عروضا سيئة، ومع ذلك لا يوجد مواطن واحد في اليونان يمكنه أن ينسى منتخب بلاده الفائز بلقب بطولة الامم الاوروبية يورو .2004 اعتمد أداء اليونان على الحفاظ على نظافة شباكه تماما إلى جانب استغلال نصف الفرصة التي كانت تسنح له في كل مباراة على أفضل نحو. وسقطت أسبانيا وفرنسا وجمهورية التشيك والبلد المضيف البرتغال، مرتين، بين متاهات أقدام اليونانيين في تلك البطولة. وأخيرا حققت اليونان ما يمكن وصفه وبدون شك كأكبر مفاجأة في تاريخ بطولة الامم الاوروبية.